الوطن العربي يعرف كذلك باسم الوطن العربي الكبير والعالم العربي هو مصطلح يطلق على منطقة جغرافية ذات تاريخ ولغة وثقافة ودين مشترك تمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى بحر العرب والخليج العربي شرقاً، شاملاً الدول التي تنضوي في جامعة الدول العربية في غرب آسيا وشمال أفريقيا وشرقها. جغرافياً، يضم الوطن العربي أراض احتلت أو أصبحت ضمن بلدان مجاورة مثل فلسطين وهضبة الجولان وإقليم الأحواز (عربستان) الذي احتلته إيران عام 1925، ولواء اسكندرون والأقاليم السورية الشمالية التي سلمتها فرنسا إلى تركيا وجزر الكناري وسبتة ومليلية وصخرة الحسيمة (تحت الاستعمار الإسباني) والجزر الإماراتية (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) المحتلة من إيران، كما يطالب الصومال بإقليم أوغادين الذي تحتله أثيوبيا.
بينما يستعمل معظم العرب مصطلح الوطن العربي، تستعمل أطراف غربية أو متأثرة بالغرب مصطلح "العالم العربي" أو حتى "الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" مثل وزارة الخارجية الأمريكية التي تسقط صفة العروبة عن تسمية المنطقة. مصطلح "الشرق الأوسط" ربما يكون قد نشأ في 1850 في مكتب الهند البريطاني.[1] ولكنه أصبح معروفاً على نطاق واسع عندما استخدمته البحرية الأمريكية من قبل ألفريد ثاير ماهان في عام 1902 [2] للإشارة إلى المنطقة الواقعة بين السعودية والهند.
التاريخ المبكر
يعود أصل العرب إلى مجموعة سامية في شبة الجزيرة العربية. انتشر العرب في الوطن العربي بحدوده الطبيعية الحالية خلال هجرات متلاحقة من شبه الجزيرة العربية بدأت في عصور سحيقة ووصلت أوجها مع الفتح الإسلامي. يقول محمد عزة دروزة في حديثه عن عروبة بلاد الشام[4]:
«ولقد جاء في كتاب "الإسلام والمسيحية في لبنان"، معزواً إلى المؤرخ الإنكليزي فيليب فان، والأمير موريس شهاب مدير الآثار اللبنانية، أن علماء الآثار اكتشفوا أن هجرات كثيرة متتابعة جاءت من جزيرة العرب إلى مصر والعراق وسورية ولبنان قبل أزمنة التاريخ، وأن من أقدم هذه الهجرات المكتشفة، بالنسبة إلى لبنان، هجرة فوج كنعاني أول قبل مجيء الفوج المعروف يقيناً. ومن الأدلة التي ساقها على ذلك كون تأسيس مدينة بيروت – وهو اسم عربي اللمحة ويرجح أن يكون أصله بئروت – كان في الألف الرابع قبل المسيح، أي قبل قدوم الموجة الكنعانية التي نحن في صددها.»
كان سكان بلاد الشام قبل الإسلام عرباً. كان الموارنة يسكنون ضفاف نهر العاصي في سوريا، وهم يتحدرون على الأغلب من بعض القبائل العربية التي لم تعتنق الإسلام أبداً. يقول المؤرخ اللبناني البارز كمال صليبي (وهو مسيحي) في كتابه "بيت من قصور عديدة" (1988)، الباب السادس: "من المحتمل جداً أن الموارنة، وهم مجموعة من أصل عربي، كانوا بين أواخر القبائل العربية المسيحية التي وصلت سوريا قبل الإسلام. والمؤكد هو أن لغتهم ومنذ القرن التاسع للميلاد كانت العربية وهو ما يشير إلى أنهم كانوا بالتأكيد مجتمعاً قبلياً عربياً. أما حقيقة أن السريانية لا تزال اللغة المستخدمة في صلاتهم، فهي أمر ليس بذي صلة بالموضوع. فالسريانية، وهي الشق النسخة الدينية المسيحية من اللغة الآرامية، كانت لغة الصلاة والشعائر الدينية لكل الطوائف المسيحية العربية الآرامية سواء في الجزيرة العربية أو سوريا أو العراق."
ويشير صليبي أيضاً (في الباب الرابع) إلى أن البطرك استيفان دويهي، وهو مؤرخ ماروني من القرن السابع عشر، قال أن الموارنة "اضطروا إلى الرحيل عن وادي العاصي والانتقال إلى جبل لبنان نتيجة اضطهاد بيزنطة لهم وليس المسلمين." ويقول صليبي عن ذلك: "بين 969 و1071، كان البيزنطيون يسيطرون على وادي العاصي، ولا بد أنهم مارسوا من الاضطهاد على الموارنة ما يكفي لإجبارهم على الرحيل من المكان والالتحاق بالمسيحيين الموجودين في جبل لبنان. أما في مدينة حلب المسلمة، فلا تزال الجالية المارونية موجودة حتى هذا اليوم."
ويقول الحسن بن طلال (ولي عهد الأردن السابق) في كتابه "المسيحية في العالم العربي" (1994) في الباب السابع: "كان من الوارد جداً ألا تنجو الكنيسة المارونية من عودة الاحتلال البيزنطي لسوريا بين القرنين العاشر والحادي عشر لو كانت بيزنطة قد نجحت في احتلال كل الأراضي السورية دون أن تتبقى أجزاء تحت الحكم الإسلامي، والتي وجدت الجاليات المسيحية المنشقة عن الكنيسة البيزنطية ملاذاً لها من الاضطهاد البيزنطي."
من الشواهد الأخرى على عروبة بلاد الشام قبل الفتح الإسلامي حديث الرسول محمد:
«اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا»
فتحت مصر عام 639م، وبدأ انتشار الإسلام في المغرب العربي في القرن السابع تحت حكم الفاطميين. دخل الإسلام السودان من مصر خلال القرن الثامن إلى الحادي عشر.
نشرت مؤخراً أدلة وراثية حديثة تثبت انتماء سكان بلاد الشام والجزيرة العربية إلى نفس الأصل، في دراسة قام بها الدكتور بيار زلوعا المختص في دراسة الحمض النووي والمدرس في الجامعة اللبنانية الأميركية ومدير قسم الشرق الأوسط في المشروع الجينوغرافي (بالإنكليزية: Genographic Project) التابع لمؤسسة ناشيونال جيوغرافيك الذي يهدف إلى دراسة حركة هجرة الشعوب تاريخياً[5]. تمكّن زلوعا خلال السنوات الخمس من تحديد المورثة التي تميّز شعب بلاد الشام ويطلق عليها علمياً اسم الـJ2 وهي لا تختلف عن مورثات أهالي الجزيرة العربية، ولكنها تتركز على الساحل وفي محيط المتوسط وتتداخل فيها جينات عديدة أخرى ما يشرح تزاوج الشعوب مع بعضها. تستنتج الدراسة أن:
«جينة J2 لا ينفرد بها اللبنانيون، فهي تمتد شمالاً على الشاطئ السوري وجنوباً نحو شمال فلسطين. أرض مشتركة، وتاريخ مشترك، وجينة مشتركة. وهذا ما استنتجته الدراسة من خلال فحوص على عيّنات دم من المخيمات الفلسطينية وأخرى من متطوعين سوريين أبدوا اهتماماً»
الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية.
الخلافة الإسلامية
على زمن الدولة الإسلامية، قامت خلافة الخلفاء الراشدين من بعد موت الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. بداية من أبو بكر الصديق إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. ومن ثم بدأت الخلافة الأموية ومن ثم الخلافة العباسية. وقد إنتهى نظام الخلافة الرسمي بنهاية الدولة العباسية على يد المغول. وكانت أخر الخلافات الإسلامية مُمثلة بالدولة العثمانية. بالإضافة إلى الخلافة الفاطمية التي لم بدأت وإنتهت في زمن الخلافة العباسية (أي أن الخلافة العباسية بدأت قبل الخلافة الفاطمية وإنتهت بعد الخلافة الفاطمية) فلم يعترف بالخلافة الفاطمية إلا الشيعة. وأما بالنسبة إلى الخلافة الأموية بالأندلس فقد بدأت الدولة الأموية بحاكم يعتبر والي وتم تنصيب خليفة أموي عليها بعد إسقاط الخلافة الأموية من قبل الخلفاء العباسيين. وفي أثناء الخلافة العباسية قامت عدة دول أخرى تحت ظل العباسيين من ضمنها السلاجقة والدولة الطولونية ودولة القرامطة وعدة دول أخرى في عدة مناطق من العالم الإسلامي.
عمومًا فإن الدولة العباسية بمعنى الدولة قد سقطت مع سقوط بغداد عام 1258، أما الخلافة العباسية فقد استمرت حتى 1517 كرمز للدولة ودورها الديني في كنف الدولة المملوكية؛ ولم تسقط الخلافة العباسية إلا بعد سقوط الدولة المملوكية، ففي أعقاب معركة مرج دابق التي انتصر بها السلطان سليم الأول العثماني على المماليك، توجه بجيشه نحو الجنوب، ففتح أغلب مدن بلاد الشام سلمًا ومنها انعطف نحو مصر حيث هزم آخر المماليك الأشرف طومان باي بعد معركة الريدانية قرب القاهرة، وقد اصطحب معه لدى رجوعه من القاهرة آخر الخلفاء العباسيين المتوكل على الله الثالث، والذي تنازل له عن الخلافة وسلّمه رموزها أي بردة النبي محمد وسيف عمر بن الخطاب.
[عدل]الدولة العثمانية
مقال تفصيلي :الدولة العثمانية
سقطت الخلافة العباسية العربية بسسب غزوات المغول في القرن الثالث عشر. وأصبحت مصر تحت الحكم العثماني. ضمت العديد من الدول العربية إلى الدولة العثمانية عام 1570 وبالتالي سيطرت على غالبية الوطن العربي، مع أن المغرب بقى تحت حكم سلالات الأمازيغ البربرية، وتبعها سلالة السعديين في الفرن السادس عشر إلى القرن السابع عشر.
نشأت المشاعر القومية العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر جنبا إلى جنب مع القوميات الأخرى داخل الإمبراطورية العثمانية الضعيفة (المريضة) آنذاك.
بعد سقوط الدولة العثمانية إثر هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، سيطر الحلفاء على الولايات العثمانية في الشام والعراق. وأصبحت كل من سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي وكل من العراق والأردن وفلسطين تحت الانتداب البريطاني.
هذه الدول العربية حصلت على استقلالها أثناء أو بعد الحرب العالمية الثانية، جمهورية لبنان في عام 1943، والجمهورية العربية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية في عام 1946، ليبيا في عام 1951، وجمهورية مصر في عام 1922، والمملكة المغربية وتونس في عام 1956، والعراق في عام 1932 والكويت 1961، والجزائر عام 1962 والإمارات العربية المتحدة في عام 1971. على النقيض من ذلك، كانت المملكة العربية السعودية تسيطر على نجد والأحساء عندما هزم العثمانيون في الحرب العالمية الأولى ثم مدت سيطرتها إلى الحجاز حتى أعلان التأسيس عام 1932. المملكة المتوكلية اليمنية أنفصلت من الدولة العثمانية في عام 1918. أما سلطنة عمان مع أنها خضعت للحكم الفارسي لفترة قصيرة وبعدها من الاستعمار البرتغالي، إلا أنها تتمتع بحكم ذاتي منذ القرن الثامن.
[عدل]فترة (1945-1989)
[عدل]الوحدة العربية
شكلت الجامعة العربية في عام 1945 لتمثيل مصالح العرب، وخاصة لمتابعة الوحدة السياسية للوطن العربي، وهو المشروع المعروف باسم الوحدة العربية.[6][7] كانت هناك بعض المحاولات الوحدوية التي لم تعمر طويلا في منتصف القرن العشرين، ولا سيما الجمهورية العربية المتحدة والتي تأسست عام 1958 وانتهت في عام 1961. هدف الجامعة العربية الرئيسي هو تحقيق حد أدنى من التعاون بين الأنظمة العربية سياسيا. ويقع مقرها الدائم في القاهرة، وكان قد نقل مؤقتا إلى تونس خلال الثمانينات، بعد طرد مصر من الجامعة بين عام 1979 وعام 1989 بسبب توقيعها اتفاقية كامب ديفيد بتاريخ 17 سبتمبر 1978. تراجعت فكرة الوحدة العربية منذ الثمانينات، وحلت محلها نزعة قطرية ضيقة تمثلت بصعود شعارات مثل "القومية المصرية" و"الأردن أولاً" و"لبنان أولاً"، الخ.
الصراع العربي الإسرائيلي
في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً ينص على تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس (أي جعلها منطقة لا تنتمي إلى اية دولة ووضعها تحت حكم دولي)، وكانت نسب تقسيم الأراضي كالتالي:
56%: لليهود (تضم معظم مناطق السهل الساحلي والنقب)
43%: للعرب (تضم معظم مناطق الجليل وجبال نابلس وجبال الخليل وغور الأردن)
1%: منطقة القدس.
نشبت في أيار 1948 أول حرب في الصراع العربي الإسرائيلي نشبت عندما رفضت البلدان العربية قرار تقسيم فلسطين وإعلان دولة إسرائيل، فدخلت فلسطين قوات من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية لحماية الأراضي والسكان العرب من الميليشيات الصهيونية المسلحة مثل البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والتي ضمت مقاتلين يهود هاجروا من أوروبا إلى فلسطين.
نكسة 1967 تعد حرب 1967 الحرب الثالثة ضمن سلسلة الصراع العربي الإسرائيلي، هي حرب نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن عام 1967، انتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان.