بريطانيا تسلح اليهود وتمنعه عن العرب ايام الانتداب

بريطانيـــــــا تسلــــــح اليهــــــود وتمنعــــه عـــــن العـــرب ايام الانتداب


قامت بريطانيا بتسليح اليهود بأحدث أنواع الأسلحة سرا وعلنا ولــــــم تبخل عليهم بأي نوع من السلاح يحتاجونه بل ومكنتهم من تجهيز عدد مــن المصانع التي تنتج أنواعا مختلفة من الأسلحة والذخائر .
ولجأ الانكليز إلى تسليح اليهود بوسائل أخرى عديدة وقـع أهمها خلال أعمال الإرهاب اليهودي حيث كان الانكليز لتغطية أغراضهم يسمحون لليهود بمهاجمة دوائر البوليس والثكنات العسكرية وسلب ما فيها مـــــن سلاح كما كان الانكليز يتركون سيارات شحن وقاطرات عــــــديدة ملأ بالأسلحة ليستولي عـليها اليهود زاعمين أنهم كانوا يضطرون لترك تلك القاطرات والسيارات لاعتبارات عسكرية ولسلامة الجنود ، وذكـر مناحيم بيغـن زعيم منظمة الأرغـون الإرهابية فــــــــي مذكراته التي نشرها عام1952م أن منظمته نقلت حمولة 20قاطرة من الأسلحة والعتاد والمتفجرات تركها الجنود الانكليز فـــــــــي مستعمرة بارد يس حنا على طريق حيفا وهذه واحدة من حوادث كثيرة مماثلة (1) .
فقد اتبعت الحكومة البريطانية سياسة تجريد الفلسطينيين من السلاح لقد قامت بريطانيا بين عامي 1925م و1947م بمصادرة أكثر من 7600 بندقية من عرب فلسطين و 125 بندقية من اليهود (2).
وقد أنشئت محاكم عسكرية كل من يحمل أو حيازة السلاح بالموت أو السجن ، فقـــد حــــوكم ألاف الفـلسطينيين وأدينوا بتهمة بحمل أو حيازة السلاح .

لم توقف التدابير العنف بين العرب واليهود. وتجددت الاضطرابات في الأول من أيار 1921 ووقعت هذه المرة في يافا وامتازت بكثرة القتلى والجرحى من الجانبين ، وامتدت 15يوما ، قام خلالها العرب بهجوم على مركز الهجرة الصهيوني وبعض المستعمرات بين يافا وطولكرم ويرجع السبب في هذا الصدام إلى اليهود الذين أثاروا حفيظة العرب أثناء تنظيمهم مظاهرات قادتها الأحزاب الشيوعية والاشتراكية الصهيونية بمناسبة احتفالات عيد العمال في أول أيار ،وزعت منشورات في يافا وتل أبيب تدعوا إلى وقف العمل في ذالك اليوم باعتباره عيد العمال في العالم ، ثم سار حولي ستون شخصا ينتمون إلى الحزب الشيوعي من العرب واليهود بمسيرة في شوارع يافا وتل أبيب بمناسبة عيد العمال ، فهاجمتهم جماعة من اليهود مع قوة من البوليس فهرب الشيوعيون إلى حي المنشية في يافا وطاردوهم حتى داخل البيوت العربية وهنا قام العرب عن أنفسهم ن ، ودارت اشتباكات بين العرب من جانب واليهود والبوليس من جانب ، وأدت إلى وقوع قتلى وجرحى من الجانبين ، اتبعت السلطات أساليبها السابقة في إعلان الأحكام العرفية بقصد السيطرة على الموقف الأمني ولم تسر الأحكام العرفية على اليهود الذين خالفوا قوانينها واقتحموا بيوت العرب في حي المنشية بيافا بحجة التفتيش عن أمتعتهم المسلوبة واعتدوا على الأهالي الآمنين في تلك البيوت . وأثناء الأحداث واجهت السلطات البريطانية الموقف بمنتهى القوة والعنف فهاجم العرب اليهود وقتلوا 13 يهوديًّا وجرحوا 24 آخرين، واتسعت الاشتباكات لتغطي أجزاءً عديدةً من شمال فلسطين حتى منتصف مايو وحسب الإحصاءات الرسمية قُتل من العرب 48 وجرح 73 وقتل من اليهود 47 وجرح 146 ومعظم الإصابات وسط العرب كانت على أيدي القوات البريطانية (3).
. واحتاطت الحكومة المدنية لمواجهة مثل هذه الصدامات بين العرب واليهود ففرضت ضريبة قدرها 83 قرشا على زائري النبي موسى في مدينة الخليل للحد من الاحتفالات الشعبية في المواسم المقبلة(4).
وحاول المندوب السامي الاستفادة من أحداث مايو 1921، فأصدر في نهاية الشهر قرارا بتعيين الحاج أمين الحسيني مفتيا للقدس خلفا لأخيه كامل الحسيني ، وهدف من وراء ذلك تحقيق ثلاثة أهداف
•ترضية الحركة الوطنية
•استبقاء التنافس بين أسرتي الحسيني والنشا شيبي
•تقييد الحاج أمين الحسيني بقيود ذلك المنصب الذي كانت خزينة الدولة تدفع نصف راتبه من رسوم المحاكم الشرعية .
ورغم أن هذه الانتفاضة بدت انفعالاً عفوياً، إلا أنه من الواضح أن عدداً مــــــن القيادات الوطنية والجمعيات والمنظمات التي يقودونها قد قامت بدور تحريضي، ونسّقـــت بشكل منظم الهجمات ضد اليهود وكان للحاج أمين الحسيني دور بارز في ذلك، حيث ذكر أحد معاصريه (عجاج نويهض) أنه فــي موسم النبي موسى كان للحاج أمين اليد المدبرة الحكيمة في إعطاء اليهود وقـــد تفرغ موسى كاظم الحسيني لقيادة الحركة الوطنية الفـلسطينية حتى وفـاته سنة 1934، وعنـــــــد تعيين راغب النشا شيبي فــي رئاسة البلدية، شكل ذلـك ورقة الصراع العائــــلي (حسينية ونشاشيبية)والتي انعـكست سلباً علــــى حركة المقاومة طوال الاحتلال البريطاني.
وفي عام 1921م وصلت إلى السواحل الفلسطينية فـــي منطقة عتليت جنوب حيفا دفعة من المهاجرين اليهود بطريقة التهريب ، مما أثار أهالي المدن والقرى الفلسطينية المجاورة ، فقامت مجموعات من أهالي القرى بالتصدي للمهاجرين الصهاينة الذين توزعوا في المستعمرات القريبة ، وتدخلت القوات البريطانية لصالح الصهاينة واعتقلت عددا من العرب (5) .
خلال شهري فبراير ومارس 1922 ازداد التوتر السياسي مما أدى إلى إصدار سلسلة من التعليمات تمنع الأهالي من القيام بأية مظاهرات ، منها الإعلان الذي أصدره " ستورز " حاكم القدس بمنع المظاهرات إلا بعد الحصول على أذن خطي من الحاكم ، كما أصدر تحذيرات أخرى بالنسبة لمن يضبط وبيده أسلحة أيا كان نوعها.
وفي نهاية تشرين الأول أصدرت اللجنة الفلسطينية في مصر منشورا دعت فيه شعب فلسطين إلى الامتناع عن العمل وإغلاق المتاجر وإعلان الحداد لمناسبة ذكرى وعد بلفور وعلى الرغم من صدور أمر بمصادرة المنشور حيثما وجد فقد عمم على نطاق واسع

وعلى اثر ذلك اتخذت إجراءات امن مشدد للحيلولة دون وقوع اضطرابات في أي جزء من فلسطين ، ومع ذلك وبالرغم من كل هذه الاحتياطات وقعت بعض الاضطرابات صباح ذكرى صدور وعد بلفور ، عندما ظهرت أعمال العنف في شارع يافا بالقدس فرق البوليس القائمين بها ، ولكنهم سرعان ما تجمعوا من جديد للهجوم على الحي اليهودي الذي كان البوليس قد حول بصره عنه تبادل المهاجمين أطلاق النار مع اليهود داخل الحي اليهودي ، وبعد ذلك سارت دوريات من الحرس البريطاني في المدينة المقدسية ، وقد أسفرا الاصطدام عن استشهاد ثلاثة من العرب وجرح 36 وقتل خمسة من اليهود وجرح عدد أخر (6) .. أهم ما وقع من اضطرابات كان في يافا في شهر آذار عام 1924م خلال احتفال اليهود بعيد المساخر (البور يم) قام بعض اليهود بلبس الزي رجال الدين الإسلامي مما اثر غضب العرب وأدى ذلك إلى صدام دموي ، كما أن البلاد أضربت إضرابا عاما لدى زيارة بلفور صاحب الوعد المشئوم للقدس لافتتاح الجامعة العبرية آذار عام 1925م (7) .
وعوام 1923م-1926م إلى نهاية عام 1928م كانت تقع إحداث بسيطة من مواجهات ومظاهرات واشتباكات مع القوات البريطانية واليهود من جانب والعرب من جانب أخر .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الاستعمار وفلسطين : رفيق شاكر النتشة ص 347
(2 ) الاستعمار وفلسطين : رفيق شاكر النتشة ص 358
(3)فلسطين تاريخا ونضالا : نجيب الأحمد ص 157
(4)تاريخ فلسطين 1917-1920 : نهلة انترنت
(5)فلسطين تاريخا ونضالا : نجيب الأحمد ص 159
(6)تاريخ فلسطين الحديث : د. عبد الوهاب ألكيالي ص 191
(7)فلسطين والانتداب البريطاني : د. فلاح خالد علي ص 13

انتبـــــــــــــــه

كي لا نسى
في عام 1878 كان تعداد دولة فلسطين كان 463.465 نسمة
شكل العرب 98.8% منها و اليهود 3.2% فقط