منظمة الكف الأخضر 1929م - المؤتمرالاسلامي في القدس عام 1931م

منظمة الكف الأخضر 1929م -

وفي اول تشرين الثاني عام 1929 ظهرت على الساحة الفلسطينية منظمة الكف الأخضر بقيادة احمد طافش وذكر أنها كانت مؤلفة من 27 عنصرا حين بدأت نضالها المسلح وقد انضم أليها فيما بعد عدد من الشباب العرب الدروز الذين اشتركوا في الثورة السورية ضد فرنسا عام 1925م وعدد من الشباب الفلسطيني الثائر من أبناء القرى .
هاجمت منظمة الكف الأخضر الحي اليهودي في صفد في أول عملية لها ثم هاجمت اليهود في القدس وفي صفد مرة ثانية كما هاجمت عدة مستوطنات يهودية في مناطق عكا وصفد وسمخ ونصبت عدة كمائن للقوات البريطانية والحرس الصهيوني ،كما أنها استطاعت ان توقع عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات البريطانية واليهود .
وكانت في معظم الحالات تحاول أن تتواجد في مناطق قريبة من الحدود الفلسطينية مع شرق الأردن وسوريا حيث تتسلل إلى الأردن أو سوريا عندما يضيق عليها البريطانيون الخناق حيث تختفي ثم تعود لتعمل من جديد ، واتفقت الحكومة البريطانية مع حكومة الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان على التعاون معا بلاضافة إلى قوة الحدود الأردنية التي يرأسها القائد البريطاني لتصفية هذه المنظمة .
وفي معركة وقعت بين مجموعات من المنظمة وبين القوات المشتركة البريطانية والفرنسية قرب الحدود الفلسطينية السورية تمكنت من القبض على ستة عشر عنصرا من أفراد الكف الأخضر وذلك في نهاية شهر كانون الثاني وأول شباط 1930م وفي أوائل صيف عام 1930م تمكنت قوات الحدود الأردنية من القبض على قائد التنظيم احمد طافش ، مما اضعف التنظيم وسهل فيما بعد حملات للقوات البريطانية القضاء على تواجد منظمة الكف الأخضر(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فلسطين تاريخا ونضالا : نجيب الأحمد ص 193-194

المؤتمرالاسلامي في القدس عام 1931م

على أن اكبر هذه المؤتمرات جميعا كان المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد في القدس في شهر كانون الأول عام 1931م ، وكان يهدف المؤتمر الإسلامي إلى حل المشكلة الفلسطينية التي نشأت بعد ثورة البراق عام 1929م.
وجاءت خواطر الشعب الفلسطيني ، فقامت مظاهرات في كل صقيع من أصقاعه ، تدعوا إلى التسليح والى توجيه الثورة ضد الانكليز باعتبارهم المسئولين أولا عن أحداث فلسطين ، وهكذا تنادى الخطباء وهاجم الجند البريطاني المتظاهرين ، وسقط مئات من الجرحى ، واكتظت السجون بالمعتقلين الفلسطينيين ،وتلفت الفلسطينيون الذين خاب أملهم في الرأي العام باروبا وأمريكا ، تلفتوا إلى أخونهم في الجنس والدين وتنادوا إلى عقد مؤتمر أسلامي في القدس .
أن القدس تمثل القبلة الأولى للاستلام وهي مسرى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، وهي ثالث الحرمين الشريفين ، فلتكن الدعوة إلى المؤتمر الإسلامي عسى أن تكون فيه القوة التي تحسب لها بريطانيا حسابها ، لا سيما وان أكثر مستعمراتها مسكونة بالمسلمين.
وفي ليلة الإسراء والمعراج في الرابع من كانون الأول عام 1931م، انعقد المؤتمر الإسلامي الذي حضره مندوبون عن أكثر من اثنين وعشرين قطرا ، وأسهم فيه عديد من كبار المفكرين والزعماء ، واصدر قرارات مهمة دعا فيها العالم الإسلامي إلى مقاطعة البضائع الصهيونية ، ونادى بوجوب وقف الهجرة اليهودية ، وقرر أنشاء شركة زراعية لإنقاذ أراضي فلسطين والحيلولة دون دون استيلاء اليهود عليها ، ونشاء جامعة أسلامية في القدس .
غير ان هذا المؤتمر الذي نجح في صياغة القرارات واحدث صدى لها مسموع في العالم ، لم يستطع أن يخلق لها الأثر العملي ، فقد كان المسلمون محكومين بالانكليز وكان هؤلاء المتصرفين في فلسطين وغير فلسطين ، وما كان ممكنا أنشاء جامعة كبرى تنافس الجامعة العبرية في القدس ولا كان ممكنا أنشاء شركة زراعية تحافظ على ارض فلسطين (1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن :صالح مسعود ص 159-160

» ثــــــورة البــــراق 1929م
» خمس فوائد صحية لليمون الأخضر
» فيلم القدس في يوم آخر
» استشهاد شاب على حاجز جنوب شرق القدس
» لأنها القدس ... انفروا خفافا أو ثقالا