هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتــــــديــــــات القبـــــــابــــي
سياسي اجتماعي اسلامي ترفيهي رياضي ومنوعات آخرى
القبابــي/ أهلا وسهلا في كل أعضاء وزوار، في منتديات القبابــي مع تحيات القبابــي واتمنى ان يعجبكم
الجمعة, 08 نوفمبر2013**عابرون عائدون ** استشهاد شاب على حاجز جنوب شرق القدس ** الجمعة, 08 نوفمبر2013** استشهاد شاب فلسطيني على حاجز زعترة جنوب نابلس **
عدد المساهمات : 627 نقاط : 1841 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/05/2012
موضوع: الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 السبت يونيو 16, 2012 5:34 pm
الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 هي من أضخم الثورات الشعبية التي قام بها الشعب الفلسطيني ضد المستعمرين الإنجليز واليهود المهاجرين إلى فلسطين في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين ، كثورة عام 1920-1921، وثورة البراق عام 1929م ، استمرت ثلاث سنين متواصلة ابتداء من عام 1936-1939م اثر وفاة الشيخ عز الدين القسام على أيدي الشرطة البريطانية في جنين ، كان من أحدى السباب التي أعلن فيها الإضراب العام الذي ضم معظم المدن العربية الفلسطينية. وفي الأول من نيسان تفجَّرت الشرارة الأولى للثورة الكبرى في فلسطين بقيام جماعة القسام بقتل اثنين من اليهود وجرح ثالث على طريق نابلس- طولكرم وساد البلاد جو من التوتر وأعلنت الطوارئ. كان التوتر بين الفلسطينيين واليهود يزداد حدة منذ خريف 1935م وذلك نتيجة اعترض الصهيونيين على إقامة مؤسسات الحكم الذاتي فضلا عن استمرار الهجرة اليهودية ، وبيع الأراضي على نطاق واسع ، وفي شباط 1936م تعاقدت الحكومة البريطانية مع احد المقاولين اليهود على بناء مدارس يافا ، ورفض ذلك المقاول تشغيل عامل عربي واحد وهنا تألفت حامية من العرب لتطويق موقع أحدى المدارس المراد بنائها ومنع العمال اليهود من الوصول أليها فكانت ذلك بمثابة الشرارة الأولى ، الانفجار كان لا بد من وقوعه ، ولقد كانت هذه الحادثة التي أشعلت الشرارة الأولى للثورة حادثة بسيطة نسبيا ، ولكنها بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير (1). وكان السبب الثاني المباشر لهذا الإضراب الطويل في جميع أنحاء فلسطين الذي دام ستة أشهر ، حوادث دموية وقعت في الخامس عشر من نيسان 1936م ، حين ظهرت مجموعة فلسطينية مسلحة على طريق نابلس – طولكرم ، هاجمت سيارة يهودية وقتلت من ركابها ثلاثة من اليهود ، وفي اليوم التالي قتل اليهود فلسطينيان يعملان في بيرة قرب يافا ، ثم تتابعت الحوادث بين الفلسطينيون واليهود في يافا وتل أبيب ، ثم قام الفلسطينيين بمظاهرة أصيب فيها بعض اليهود .
تشكلت الجنة العربية العليا برئاسة الحاج/ أمين الحسيني، وأكدت الجنة مطالب الشعب الفلسطيني بإيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنع انتقال الأراضي العربية لليهود وإنشاء حكومة وطنية مسئولة أمام مجلس نيابي تبنى الفلسطينيون سياسة العصيان المدني بتنفيذ الامتناع عن دفع الضرائب والقيام بعمليات ثورية مسلحة شملت أرجاء فلسطين، وكان عددها 50 عمليةً في اليوم الواحد، وقدم القائد العسكري العربي المعروف/ فوزي القاوفجي الذي تولى القيادة العامة للثورة، وتم تنظيم القيادة العامة ونظم الشئون الإدارية والمخابرات وتحسنت تكتيكات الثوار(2) . الإضراب الشامل ابتدأ الإضراب من نيسان واستمر ستة أشهر حتى تشرين الأول 1936م ، وكان شاملا في جميع إنحاء فلسطين ، وحيدا من نوعه والأول في العالم لم يعرف له مثيل في التاريخ . وتظاهر الفلسطينيون معلنين سخطهم على سلطات الانتداب البريطاني واليهود وتتابعت أحداث الاضطرابات طوال الأشهر الستة ، ولم تنفع الوسائل السياسية والعسكرية البريطانية في إيقاف الإضراب والثورة، وتم إرسال لجنة ملكية (لجنة بيل) للتحقيق في أسباب الاضطرابات ومنع تكرارها وجَّه زعماء العرب نداءً لأهل فلسطين للإخلاء السكني لحقن الدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية . وفي حزيران 1936م والثورة تأخذ شكلها الجدي هاجم المجاهدون فصيلة من الجنود البريطانيين وقتلوا ضابطا وجنديين ، وقتل يهودي في مستعمرة كيزال شاول (3) .
هاجم الفلسطينيون مستعمرة هاتفكا اليهودية ، واحرقوا عدة منازل ، والقوا قنبلة على دار الحكومة في القدس ، وأشعلوا حريقا كبيرا في يافا ، فأحدثوا خسائر كبيرة جدا ، ونسفوا الخط الحديدي بين القدس واللد ويافا ووزع المجاهدون منشورات دعوا فيها الشعب إلى الثورة (4) . وتحت الضربات الفلسطينية والهجمات على المستعمرات اضطر اليهود إلى هجرة مستعمراتهم إلى مدينة القدس ، وقد نشرت الصحف في الرابع من حزيران إن مدينة القدس قد ضاقت باللاجئين اليهود أليها من المستعمرات اليهودية ، وأصبح أمر إعاشتهم عسيرا جدا . وبينما يعلن في القدس عن وصول إمدادات كبيرة من الجند البريطاني في مصر يهاجم المجاهدون الحرس العسكري في محطة اللد ، ويهاجمون على القطار الذي يقل الجنود البريطانيين ، وعلى دورية بريطانية بجوار تل أبيب ، كما هاجموا مستعمرة الخضيرة ، ونسفوا جميع جسور السكك الحديدية (5) ، وبينما تتحرك نابلس فترسل لها الدبابات والطائرات ، ويهاجم المجاهدون مستعمرتي الكر كور وعين شمس . كما هاجم المجاهدون قوة من رجال الشرطة فسلموا لهم سلاحهم ، وقتلوا كونستبلا عربيا لعدم تعاونه مع الثورة ، وهاجموا معسكرات الشرطة في الجنوب ، واحرقوا سيارتين يهوديتين ، واحرقوا غابة بالفور ،وظهر جنود البحرية البريطانية يحرسون محطات السكك الحديدية (6) .
فقد اشتدت الثورة وأخذت المجموعات المسلحة تعم البلاد وظهرت هذه المجموعات في الطرق والجبال والمدن والقرى وكانت تهاجم الدوريات وقوى الجيش البريطاني والمستعمرات اليهودية ، ولهذا كان جو فلسطين بعد اتساع نطاق الثورة جوا حربيا نظرا لكثرة القوات البريطانية ، من طائرات ومصفحات وقطع البحرية التي كانت تقصف الثوار ، فكان أزير الرصاص ودوي المدافع لا ينقطع ليلا ونهارا ، ووقعت معارك كبيرة بين المجاهدين والقوات البريطانية في مناطق بلعا وبيت أمرين و دير شرف وجبع وعذرون ومعارك كثيرة في جميع إنحاء فلسطين . وكانت تشترك فيها الطائرات والدبابات ، وعندما تكون القوات البريطانية تحاصر عدد من المجاهدين ترى نفسها مطوقة بطوق أخر من المجاهدين ، فتقع بين ناريين ويسقط عشرات القتلى والجرحى من القوات البريطانية ، وكانت معارك القدس وبيت لحم والخليل بقيادة سعيد العاص وعبد القادر الحسيني ، وبعض معركة عنيفة دامت عددت ساعات استشهد سعيد العاص ، وضريحه في قرية الخضر وجرح عبد القادر الحسيني .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)كفاح شعب فلسطين : إسماعيل الطوباسي ص 45 (2) القضية الفلسطينية الحروب وشعارات السلام: د. محمد جودة ، لإخوان أون لاين -2002 -2010 (3)جريدة الأهرام 2حزيران 1936م (4)جريدة الأهرام 3حزيران 1936م (5) جريدة الأهرام 9حزيران 1936م (6) جريدة الأهرام العدد 18 من حزيران 1936م
[color=darkblue] سعيد العاص:
: وقد بدأنا في هذا العرض بالقاسم لأن معظم القادة الشهداء والرموز الآخرين في ثورة ال36 كانوا من تلامذته ومريديه، أو من تلامذة تلامذته، أما القائد والمجاهد سعيد العاص فكان ضابطاً محترفاً من مدينة حماة في سوريا، وكان خريج كلية الأركان في الجيش التركي في بيروت قد شارك بعدة معارك في البلقان وبالرغم من مرتبته العالية، انضم لجمعية “العهد” القومية العربية التي أسسها عزيز المصري، فألقي القبض عليه وحُكم بالإعدام، لكن الحكم لم ينفذ، وقضى بالسجن ثمانية عشر شهراً، وبعد انتهاء الحكم التركي للبلاد العربية عاد إلى دمشق والتحق بالجيش العربي وشارك بأكثر من معركة ضد القوات الفرنسية والتجأ إلى الأردن عام 1921 مع مجموعة كبيرة من المجاهدين السوريين بسبب ضغط القوات الفرنسية. وبعد اندلاع الثورة السورية من جديد عام 1925 عاد للالتحاق بها وهناك تعرف على الضابط اللبناني فوزي القاوقجي الذي كان له دور في ثورة ال36 وفي العراق، وقد عين سلطان باشا الأطرش زعيم الثورة السورية سعيد العاص قائداً لحملة حمص وحماة. وبعد انتهاء الثورة السورية حكم عليه الفرنسيون بالإعدام فعاد إلى عمان وبقي فيها حتى اندلعت ثورة ال36 فتطوع فيها مع عدد من سكان مدينة دمشق المغاربة في الأسبوع الأول من شهر أيلول سنة 1936. واتخذ من البطل عبد القادر الحسيني مساعداً له، وأسسا قوة من حوالي 250 رجلاً مارست نشاطها العسكري في الثورة إلى الجنوب من القدس. وقد استشهد القائد سعيد العاص بعد شهر من دخوله فلسطين في معركة ضارية بين ثلاثة آلاف جندي من القوات البريطانية و120 من الثوار في جبال الخضر قرب بيت لحم. وأصيب القائد عبد القادر الحسيني بطعنة حربة بريطانية في تلك المعركة، وبعد تعافيه، عاد لمتابعة قيادة القتال في المنطقة حتى انتهاء الثورة عام 1939(1) .
وفي الثالث عشر من تموز 1936م وبعد ظهر يوم الاثنين في موقع قرب صفد دارت معركة بين المجاهدين وقوات بريطانية ، فهرع الناس إلى المرتفعات للي تبينوا الجهة التي تخرج منها الطلقات النارية وشاهدوا المعركة التي يشتبك فيها المجاهدين مع الجيش البريطاني ، الموقع الذين كان عددهم 500 جندي أحضرتهم من طبرية وعكا والناصرة والجاعونة ، بالإضافة إلى قواتها في صفد واستمرت المعركة من الثانية بعد الظهر حتى السابعة مساء وسقط عدد من الجنود البريطانيين بين قتيل وجريح واستشهد اثنان من الثوار وهم محمود شحادة و احمد خليل (2) . كما شارك عدد من مجاهدي العرب من سوريا ولبنان والأردن والعراق ، وكان على رأسهم فوزي القاوفجي فقد أعلن نفسه قائدا للثورة الفلسطينية . وفي صباح يوم الاثنين الثاني عشر من تشرين الأول 1936م الموافق ليلة الإسراء انتهى الإضراب وفتحت المعامل والمخازن والأسواق أبوابها ، وكان أطول إضراب بالبلاد حيث استمر ستة أشهر كاملة ، ثم أذاع فوزي القاوقجي بيانا للثوار في فلسطين معلنا وقف القتال ومشيدا بجهادهم وتضحياتهم . كما أذاع المندوب السامي البريطاني بيانا أعلن فيه وقف القتال ، وفي صباح الخامس عشر من تشرين الأول 1936م أقام فوزي القاوقجي عرضا عسكريا في قرية صيدا بقضاء طولكرم ، كاحتفال بمناسبة وقف القتال وقد حضر العرض زعماء كثيرون فلسطين وأقيمت في نهاية العرض مباراة في الرماية بالبندقية وأسفرت المباراة على فوز نجيب الأحمد (3) . وفي العشرين من تشرين الأول 1936م غادر القاوقجي يرافقه عدد من الثوار إلى قرية النزلة الشرقية إلى كفرعي ومنها إلى قرية قباطية بقضاء جنين في طريق عودته خارج فلسطين ولما وصل قرية قباطية انتظر فيها قدوم الشيخ فرحان السعدي الذي ذهب بلدته المزار لوداع أهله.
وفي الثاني والعشرين من تشرين الأول 1936م حلقت طائرات فوق قرية قباطية حيث يجتمع الثوار الذين سيغادرون فلسطين مع القاوقجي ثم قامت القوات البريطانية باتخاذ موقع لها حول قرية قباطية ، اعتقد الناس أن الانكليز قرروا الغدر با القاوقجي والثوار قبل انسحابهم فقامت ضجة كبيرة في البلاد ، فهرع المسلحون في القرى الفلسطينية المجاورة للنجدة والاستعداد لخوض معركة من جديد ، ولكن القائد البريطاني في الميدان قال انه لم يحضر ليدخل في انسحاب القاوقجي والثوار قطعيا ، ونما فقط ليراقب ويتأكد من عملية الانسحاب (4) . وفي مساء السادس والعشرين من تشرين الأول انسحب فوزي القاوقجي وجميع الثوار العرب وبعض الثوار الفلسطينيين إلى الأردن ثم إلى العراق . وأسفرت المعارك وأحداث عام 1936م عن استشهاد من العرب 197شهيد منهم 187مسلما و10مسيحيين وجرح من العرب 823منهم 768 مسلم و55 مسيحيا وقتل من اليهود 80وجرح 288 يهوديا وقتل من الجيش البريطاني 21 جندبا وجرح 104 جنود وقتل من البوليس البريطاني 7 أفراد وجرح 40 وقتل من البوليس المحلي عرب ويهود 9 أفراد وجرح 115 فردا ، هذا بالإضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة بسبب الإضراب العام ،وبلغ عدد القوات البريطانية في فلسطين عام 1936م 20 ألف جندي عدا قوات البوليس البريطاني والمحلي العربي واليهودي وحرس المستعمرات اليهودية الهاغانا وبضعة أسراب من الطائرات البريطانية وقطع البحرية المسلحة البريطانية (5) فأنة بريطانية لم تعترف بعدد قتلاها الحقيقي الذين كانوا يسقطون في المعارك الكبيرة والكثيرة ولم تعترف بعدد آلياتها ودباباته ومصفحاتها التي دمرها الثوار في المعارك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) العرب اليوم، 30/5/2009 : د. إبراهيم علوش (2)صفد في التاريخ : محمود ألعابدي ص 149-150 (3)فلسطين تاريخا ونضالا نجيب الأحمد ص 243 (4)فلسطين تاريخا ونضالا : نجيب الأحمد ص 243-244 (5) فلسطين تاريخا ونضالا : نجيب الأحمد ص 245 [/color]