معركة الخضر
لقد كانت معركة حلحول من المعارك الكبيرة التي أقضت مضاجع القيادة البريطانية في فلسطين . وأثرت في الروح المعنوية للجندي البريطاني ، ورفعت الروح المعنوية للمقاتل الفلسطيني في المعارك ، ولذا عمدت القيادة البريطانية إلى التخطيط من اجل توجيه ضربة قوية وقاسمة ضد الثوار .
فأطلقت عيونها وجواسيسها من اجل مراقبة تحركات القائد سعيد العاص وجماعته ، وضعت نقاط تفتيش ومراقبة في عدت مناطق .
وفي تاريخ ثلاث أيلول 1936م أصدرت الحكومة البريطانية بلاغا تفرض فيه نظام من التجول من الساعة السادسة والنصف مساء وحتى الرابعة والنصف صباحا على طريق الخليل الواقعة بين حدود بلدية القدس وحدود لوائها إلى ما وراء قرية الظاهرية ، وذالك لتمهيد للهجوم الكبير ، وبدأت إعداد وتجهيز القوات من جند واليات ومصفحات ودبابات وطائرات .
وفي الرابع من تشرين الأول 1936م ، قامت قوة تقدر بثلاثة آلاف جندي تقريبا بتطويق منطقة واسعة من الجبال والأراضي الواقعة بين القدس والخليل ، وكان في هذه المنطقة 120 مجاهد وعلى رأسهم القائد سعيد العاص معسكرين في جبال الخضر وكان القائد يراقب حركة التطويق العسكرية ويشعر بحرجة الموقف ، ولذالك وضع خطة وزع بها معظم رجاله ، وأبى الباقون أن يفارقوه ، وفي الصباح اليوم السادس من الشهر ، وجد المجاهدين أنفسهم محاصرين بسور عظيم من الجنود مدعومين بالآليات والمصفحات وبعض الدبابات والتقى الفريقان وجها لوجه ،واحتدمت المعركة شديدة وعنيفة ، وكان القتال من ركن إلى ركن ومن موقع إلى موقع ودامت عدة ساعات ، أسفرت عن استشهاد القائد سعيد العاص وكان مساعده عبد القادر الحسيني على مقربة منه ، فطعنه جندي بحربة في ليته فوقع في الأسر وجرح مجاهد آخر تمكن المجاهدين من حمله لدى انسحابهم بعد أن خاضوا معركة بطولية . كما قتل وجرح عدد من الجنود البريطانيين (1) .
***********************************
مراجع المعركة :-
(1) مجلة ارض الإسراء : العدد 74 ص 25
**************************************