العقرباوي: سنضع أمام الحكومة مسحا شاملا لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وحقيقة أوضاعها بعد رمضان

نادية سعدالدين
عمان - قال مدير دائرة الشؤون الفلسطينية محمود العقرباوي إن "الدائرة ستضع بين يدي الحكومة، غداة شهر رمضان مسحا شاملا لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين يبين حقيقة أوضاعها وإجمالي السكان ونسب الفقر والبطالة داخلها"، نافيا ربطه بالأحداث الدائرة داخليا وخارجيا.
وتحدث إلى "الغد" عن مشاريع بقيمة 15 مليون دينار ستنفذها الدائرة بعد عيد الفطر لتطوير وتحسين المخيمات، فيما تم استكمال تشكيل لجان خدمات المخيمات واللجان الاستشارية، باستثناء مخيمي الوحدات والحسين.
ونوه إلى قرار تخصيص 20 مقعداً جامعياً إضافياً لأبناء قطاع غزة القاطنين في الأردن منذ العام 1967، إلى جانب 350 مقعداً جامعياً خصصت بمكرمة ملكية سامية، لأبناء المخيمات الثلاثة عشر، مستبعداً أي توجه لزيادتها، مؤكداً أن "الاختيار يتم وفق معايير واضحة ومحددة تؤهل حصول المستحق لمقعده"، بما يدحض "التهم والتساؤلات التي تثار حول ذلك والتي لا تملك أدلة ثابتة".
وأوضح أن "أهم بند في المكرمة السامية أن يكون الطالب من سكان المخيم ودرس في مدارس الوكالة من الصف الأول الابتدائي وحتى العاشر داخل المخيم"، مضيفاً بتمكن الطالب التقدم إلى كافة التخصصات، بحيث لا يوجد أي تخصص محظور أمامهم.
وكشف عن قرار زيادة موازنة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأردن بقيمة 15 مليون دولار إضافية.
وأكد "الموقف الأردني الثابت بدعم الأونروا واستمرارها في عملها لحين حل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية".
وبين أن "المسح الشامل الذي تقوم به الدائرة لثلاثة عشر مخيماً موزعاً في أرجاء المملكة بالتعاون مع دائرة الإحصاءات العامة ومؤسسة فافو النرويجية الممولة بنحو مليون ونصف المليون دولار، سيساعد الحكومة في الوقوف على حقيقة الأوضاع القائمة في المخيمات، ويعزز من قدرتها على التعاطي مع أمور كثيرة داخلها بشكل منطقي ومدروس".
وقدر بأن "تساعد نتائج المسح في تحديد رؤية الحكومة لواقع المخيمات وحجم احتياجاتها الفعلية، ورصد الموازنة العامة للوكالة في الأردن بناء على دراسة متخصصة، وجلب تمويل لبعض المشاريع الملحة وفق المعطيات المسحية".
ويرصد المسح "نسب الفقر والبطالة داخل المخيمات وعدد الحالات الاجتماعية والظروف المعيشية والتعليمية والصحية، والوحدات السكنية الصالحة للسكن، مما يسهم ببناء الدراسات والخطط للمشاريع والاحتياجات الاجتماعية المدروسة، وفق معطياتها الواقعية".
وتسهم خلاصتها، أيضا، بـ"دفع الدول المانحة لتأمين الدعم المالي للأونروا بموازنات حقيقية، لتنفيذ برامجها وتقديم خدماتها للاجئين، كما تزود المنظمات الدولية بقاعدة معلوماتية دقيقة لتقديم مساعداتها لمجتمع اللاجئين".
وأكد العقرباوي "عدم وجود ربط بين توقيت إجراء المسح والأحداث الداخلية وتلك الدائرة في المنطقة"، منوها بإعداد مسح جزئي ضمن عينة محدودة في العام 1999، بينما المسح الحالي أكثر شمولية ودقة.
وأشار إلى "استكمال تشكيل لجان خدمات المخيمات واللجان الاستشارية، باستثناء مخيمي الوحدات والحسين حيث سيتم الانتهاء منهما قريباً".
وأوضح إلى أنه "تم تجديد اللجان بشكل جذري بما يقارب 95 %، بحيث تضم كل منها 7 – 9 أعضاء حتى تستطيع القيام بدورها بدون إعاقة نتيجة كثرة العدد".
وبين أنه سيتم "تشكيل لجان استشارية ممثلة لمختلف شرائح اللاجئين ومؤسسات المجتمع المدني وأصحاب المهن العاملة في المخيمات، بحيث تتراوح عضوية كل منها من 15 – 35 عضواً بحسب عدد سكان المخيم".
وتحدث العقرباوي عن أن "الدائرة مقبلة على تنفيذ عدة مشاريع، تتجاوز قيمتها 15 مليون دينار لتطوير وتحسين المخيمات، منها مبادرات ملكية وأخرى بدعم دول مانحة".
وقال إنه "تم استكمال عمل التصاميم والدراسات والمخططات الخاصة لمشروع شبكة الصرف الصحي، ومشروع تحديث شبكة المياه في جرش، توطئة لطرح العطاءات وبدء التنفيذ بعد العيد مباشرة، بتمويل سويسري ارتفع من 5 إلى 7 ملايين دولار، لتحسين البنية التحتية في مخيم جرش".
كما سيباشر في تنفيذ مشروع تأهيل الوحدات السكنية المنشأة من الزينكو وغير صالحة للسكن في مخيم جرش والممول من إيطاليا بقيمة مليون يورو.
وبموازاة ذلك؛ تنفذ الدائرة مشاريع في المخيمات لمبادرات ملكية سامية بقيمة 6 – 7 ملايين دينار، تتعلق بإنشاء مراكز تنموية شاملة ومشاريع شبابية خاصة وأخرى لصالح تحسين وتطوير الأندية الرياضية.
وكانت مكرمة سامية صدرت مؤخراً للسماح ببناء طابق ثالث في المخيمات، بما يسهم بحل إشكاليات اجتماعية حادة، ويخفف من الاكتظاظ السكاني وما يترتب عليه من أوضاع اقتصادية واجتماعية.
ويقيم نحو 400 ألف لاجئ فلسطيني في 13 مخيماً، مقابل مليون و600 ألف خارجها، من إجمالي 2 مليون لاجئء فلسطيني مسجلين لدى الأونروا في الأردن.
وشدد على حرص الأردن للحفاظ على المستوى العام للخدمات المقدمة للاجئين، رغم عدم رضاه عنها، ولكنها تنسجم مع الوضع الاقتصادي العالمي".
وأكد أن "الخطاب السياسي الأردني متمسك بحقوق اللاجئين باعتبارها خطاً أحمر، لا يمتلك أحد حق التصرف فيها، وضرورة استمرار عمل الوكالة وتقديم خدماتها للاجئين ورفض أي تخفيض لها، تزامناً مع السعي الحثيث لدى الدول المانحة لدعمها مالياً".
وتحدث عن "زيادة مخصصات الوكالة في الأردن من 105 ملايين دولار إلى 120 مليون دولار اعتباراً من العام المقبل، بزيادة قدرها 15 مليون دولار تشكل كلفة زيادة الرواتب التي تحققت لموظفي الوكالة والتي سيتم إضافتها على موازنة الوكالة في الأردن".
وتوقف العقرباوي عند ما اعتبرها "محاولة فئة ذات مصالح ضيقة خاصة لجر المخيمات إلى قضايا لا تخدم المصلحة الوطنية"، معتبراً أن "أبناء المخيمات يتمتعون بحس ووعي كاملين، يجعل المخيمات حصناً منيعاً ضد أي عمل يستهدف الإضرار بالمصلحة الأردنية".
وأردف إن "للمخيمات قضية مقدسة وحقوقا، فيما يعد الموقف الأردني ثابتا بالتمسك بحق اللاجئين والعمل بكل جهد لتأمين حياة كريمة لها"، لافتاً إلى أن اللاجئين يدركون تماماً الحرص الأردني على تأمين احتياجاتهم وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم.
وشدد على أن "اللاجئين الفلسطينيين لن يسمحوا بأن تكون المخيمات وسيلة للانجراف وراء شعار أو فئة تحمل مصالح خاصة، فهم متفهمون ومدركون لمرامي ذلك، ومستمرون في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن".

العقرباوي: سنضع أمام الحكومة مسحا شاملا لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وحقيقة أوضاعها بعد رمضان

العقرباوي: سنضع أمام الحكومة مسحا شاملا لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وحقيقة أوضاعها بعد رمضان :: تعاليق

العقرباوي: سنضع أمام الحكومة مسحا شاملا لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وحقيقة أوضاعها بعد رمضان