الذكرى الثالثة والاربعون لاحراق المسجد الاقصى المبارك

مرت الذكرى 43 لحريق المسجد الأقصى في 21 آب 1969على يد يهودي متطرف استرالي يدعى دينس مايكل روهن حيث احترق الجامع القبلي كما احترق منبر صلاح الدين . وتأتي هذه الذكرى بينما يمر الأقصى و فلسطين و القضية الفلسطينية في اسوأ الأحوال وسط احتلال و حصار تشارك فيه قوى الشر في العالم التي تحاول وضع لمساتها الأخيرة لتصفية القضية الفلسطينية و اسدال الستار عليها .
المسجد الأقصى :
يعتبر المسجد الأقصى الذي بناه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 709م من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين فهو أولى القبلتين . يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس التي يحاط بها سوراثري بناه السلطان العثماني سليمان القانوني . ويضم موقع مسجد قبة الصخرة والتي بناها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سنة691م والجامع القبلي والمصلى المرواني والأقصى القديم ومسجد البراق و مسجد المغاربة و مسجد النساء . واربع ماَذن هي مآذن باب المغاربة وباب السلسلة وباب الاسباط وباب الغوانمة . و أربع عشرة قبة وهي قبة الصخرة والتي عرج منها النبي محمد (ص)إلى السماء وقباب النحوية والارواح والسلسلة وسليمان والخضر و المعراج والميزان ويوسف اَغا وموسى والنبي ويوسف وعشاق النبي والشيخ الخليلي . وخمسة عشر باب منها عشر مفتوحة وهي ابواب الأسباط و حطة و العتم و الغوانمة و الناظر والحديد و القطانين و المطهرة و السلسلة و المغاربة وخمس مغلقة وهي ابواب المنفرد والثلاثي والمزدوج والذهبي (الرحمة) والجنائز .
مدينة القدس :
مدينة مقدسة عند اتباع الديانات السماوية. لدى اليهود، تعتبرأقدس المواقع بعد أن فتحها الملك داود وجعلها عاصمة مملكة اسرائيل نحو1000 ق.م وبنى الملك سليمان أول هيكل فيها حسب التوراة . وعند المسيحيين أصبحت مقدسة بعد ان صُلب المسيح على إحدى تلالها المسماة الجلجلة (الجلجثة) عام 30م وعثرت القديسة هيلانة على الصليب الذي عُلّق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة حسب العهد الجديد . عند المسلمين تعتبر ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة وهي أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم وهي الموقع الذي عرج منه محمد (ص) إلى السماء . استوطن البشرالموقع الذي شُيدت فيه المدينة منذ الالفية الرابعة ق.م و كان اليبوسيين اول من بنى المدينة و سكنها . وتُصنّف المدينة القديمة كموقع تراث عالمي وحسب ما هو متعارف عليه تقسم إلى 4 حارات وهي: حارة الأرمن، حارة النصارى، حارة اليهود، وحارة المسلمين . خلال تاريخها الطويل، تعرضت القدس للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها وفقدانها مجددًا 44 مرة .
في التاريخ المعاصراحتلت اسرائيل مدينة القدس خلال حرب حزيران 1967 و اعلنت عن ضمها في31تموزعام 1980 و جعلت منها عاصمة لها رغم معارضة الامم المتحدة وغالبية دول العالم لتلك الخطوة ويُعتبر احتلال القدس مسألةً اساسية في الصراع العربي الاسرائيلي وما زال ينظر إلى القدس الشرقية على أنها منطقة متنازع عليها. ومعظم السفارات والقنصليات الأجنبية تقع في مدينة تل أبيب وضواحيها بينما اصبحت معظم الإدارات الحكومية الإسرائيلية تقع في القدس الغربية. بينما يعتبرها العرب و الفلسطينيون عاصمة دولة فلسطين كما ورد في اعلان الاستقلال بتاريخ 15 تشرين ثاني 1988 رغم ان اتفاق اوسلو في ايلول 1993 بين اسرائيل و م.ت.ف تجاهل ذلك.
وضع القدس الحالي :
وفي الوقت الحالي تقبع مدينة القدس تحت حصار جائر يطال كل ما يتعلق بها من سكان واقتصاد وتراث وثقافة ومقدسات وواقع سياسي و جغرافي واجتماعي . مدينة القدس يكاد يبتلعها الاستيطان حيث يتواجد حاليا فيها نحو مائتي الف مستوطن يقيمون في 26 مستوطنة ضمت 16 منها لاسرائيل تتركز في ثلاثة تجمعات استيطانية هي معاليه ادوميم في الشرق و جفعات زئيف في الشمال و غوش عتصيون في جنوب غرب المدينة بالاضافة الى اقامة جدار الفصل العنصري الذي يطوق المدينة . وهي موضع نزاع سياسي بين اسرائيل و السلطة الفلسطينية التي يعتبر كلا منهما القدس عاصمته و تستخدم اسرائيل القوة في منع دخول سكان مناطق السلطة الفلسطينية اليها وتمنع سكانها من أي نشاط او تعبير سياسي فلسطيني و تحظر على السلطة ممارسة أي نشاط فيها. ويخضع السكان الفلسطينيين فيها لضغوط اقتصادية ومعيشية تضطرهم في اغلب الاحيان الى مغادرة المدينة و الرحيل الى خارج الوطن او الى مناطق السلطة الفلسطينية و بعدها يحرمون من دخول المدينة المقدسة واصبحت نسبة سكان العرب الفلسطينيين تتضائل قياسا بنسبة لليهود . كما يؤدي حظر دخول سكان مناطق السلطة الى تدهور الاوضاع الاقتصادية و السياحة الداخلية و حرمان سكان مناطق السلطة من حق زيارة الاماكن المقدسة الاسلامية منها و المسيحية و ممارسة عبادتهم فيها . ويخضع السكان العرب لسياسة تمييز عنصرية في تلقي الخدمات من الجهات الحكومية و البلدية الاسرائيلية وتفرض عليهم سلسلة قاسية من الضرائب و الغرامات و سحب الهويات و حق الاقامة في المدينة المقدسة . كما توجه نشاطات ممنهجة لتخريب الاوضاع الاجتماعية بتشجيع مظاهر السلوك السلبية مثل الادمان و اشكال الاجرام الاخرى و التعامل مع العدو و تسريب العقارات لليهود و غير ذلك . كذلك تتعرض الاماكن المقدسة و المؤسسات الاجتماعية و الثقافية العربية لاعتداءات و تضييق ممنهج تؤدي في احيان كثيرة الى احتجاجات وسقوط ضحايا من الفلسطينيين .
الوضع الراهن :
تعتبر مدينة القدس جزءا اساسيا من القضية الفلسطينية وواقعها الراهن انعكاس لواقع القضية الفلسطينية و التي يجري العمل على قدم و ساق لوضع اللمسات الاخيرة على تصفيتها والتي بدأت خطواتها العملية منذ نحو عشرين عاما عند توقيع اتفاق اوسلو الذي تضمن اعتراف متبادل بين اسرائيل و م.ت.ف و انشاء سلطة حكم اداري ذاتي يعرف بالسلطة الفلسطينية و قام بترحيل موضوعات الصراع الرئيسية مثل القدس و اللاجئين و الحدود و المستوطنات و الاسرى و غيرها للتفاوض لاحقا و لاحقا هذه لم تؤدي الى حل أي من هذه المعضلات و بقي الحال كما هو و لا يوجد ما يشير الى أي حل في الافق حيث ان اسرائيل ترفض مطالب الفلسطينيين وتبدو مرتاحة و راضية بالوضع الراهن و المتمثل بالامن و الاستقرار بينما يخضع الفلسطينيين لابتزاز و تهديد بسطوة القوة الاسرائيلية و اموال الدول المانحة .
بينما الاوضاع العربية و الدولية منشغلة في الاحداث التي تشهدها المنطقة العربية فيما يعرف بالربيع العربي والذي يتضح جليا الآن انه لم يكن سوى خريف وبؤس كبير للمنطقة عبر عنه مزيد من المآسي للعرب و تنكر بعض القوى لشعاراتها في العداء للغرب واسرائيل و توجهها للتحالف مع قوى الغرب الاستعماري ، تتعرض فلسطين والقضية الفلسطينية الى مزيد من الضغوطات و التجاهل من قبل القوى المعادية والتي اصبحت طاغية ولم يبق من القوى المدافعة عنها سوى القليل عناوينها في المنطقة سوريا و قوى المقاومة و غدت سوريا العقبة الاخيرة امام هدف تصفية القضية الفلسطينية ولذلك يجري العمل على اضعافها او تدميرها من قبل الغرب الاستعماري و اسرائيل و ادواتهما تركيا و مشيخات الخليج والمعارضة المسلحة .

محمد نمر مفارجة

الذكرى الثالثة والاربعون لاحراق المسجد الاقصى المبارك 180x180-fit

الذكرى الثالثة والاربعون لاحراق المسجد الاقصى المبارك 180x180-fit

» خطب اسلامية من المسجد الاقصى
» الاحتلال يشرع بحفر نفق جديد يصل اسفل المسجد الاقصى مباشرة
» منظمات يهودية تستعد لإقامة الهيكل مكان الأقصى المبارك
» احياء الذكرى 64 للنكبة
» الفلسطينين يحيون الذكرى الـ 46 للنكسة