هديّةُ نيســــان

هديّةُ نيســــان

وإن أتى نيسانُ يسألني
ما بكَ ؟؟
أقولُ .. فيكَ الحبُ والموتُ والمطر ..
فيا ليتَني كنتُ بكَ كما هم ..
فأَحيني بالحب
وإِغسلني بالمطر
وأُقتلني بالموت
وإنطلقْ لصيفٍ قادمٍ

لربما الربيعُ شأنهُ شأنُ الخريفِ يحملُ قتلى آخرين مفعَمِين بالأَمل
ولربما هو بحشائشهِ أخضر، في قلبهِ أحمر
بالحبِ أو بالموتِ قتلًا
أو أنهُ قد يكون صافٍ كقطراتِ المطر

بكل الأحوال
إغسل جسدي بالبرْد والرياح والآهات
ولا تسلني أي مطالب أخرى سواك
فنصفٌ هنا ونصفٌ هناك
غرفة ومقعد، لي ولأحدهم ..
وكل الدنيا لي ولأحدٍ آخر
ونيسان ينتظر
عمرٌ يحتضر
وترتيب آخر في مقاعد الحافلة
لربما أنا اليوم .. في المقعد الآخير وحيدًا
أنتظر ، حبًا أو موتًا أو مطر
ونيسان ينتظر رصد الأثر

هنا مفارقة أخرى
شهور وأيام مضت
والرصد ينتهي بقتل الجان هناك
وندخل المغارة
ونربح الكنز
لكن
هو ليس لي،
لربما هي سحابة صيف أو غريزة
وأنت هنا تهذي بإسمي دون أن تدري
فلربما أنت تحتاج أي كانت
لربما تحتاجني أنا ..
أو أن نيسان يأكل ما بك من شهوة
للحب
للموت
للمطر

أحبب ثم مُت، ثم إغتسل بأمطار نيسان
ويحك أنت لا ويح نيسان
إن مات فيك إحساسك
بالحنين لما مضى أو لما سيأتي
حينها على الامل السلام
وعلى الحلم السلام
وعليك السلام
ولتحيا بي وبك وبهم كل أيات الإنتقام للإحترام
في نيسان أنت موجود
وجزأين آخرين
ربما هنا
ربما هناك
ربما حيث لا تدري أنت أو هي .. أو تلك
ربما لم يعد أحد هنا
ربما الكل هناك
فنيسان يهدي للإنسان حياة أخرى ممتعة
بالحب أو بالموت أو بالمطر

بقلم حافظ ابو صبرا