يداً بيد لتحرير أسرانا الأبطال
حديث اليوم" عن مأساة الاسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجون اسرائيل واعلانهم الاضراب عن الطعام. وبرأيه ان الاسرى يلجأون الى الاضراب عن الطعام بعد فشل كل الاساليب الاخرى..فحرب "الامعاء الخاوية" كما نسميها وكما مارسناها من تجربة حركة تحرير الاسير الفلسطينية يلجأ اليها الاسرى الفلسطينيون عندما تغلق امامهم كافة آفاق الحل او المفاوضات مع ادارة السجون بشأن احقاق حقوقهم المشروعة وفقا للقانون او عندما تجري عملية الاستفزاز والابتزاز الاسرائيلية في داخل المعتقلات. في آخر الخطوات وآخر المراحل التي يلجأ اليها الاسرى دائما وأبدا هي انه عندما تغلق كل الآفاق يتم الاضراب المفتوح عن الطعام.
والاسرى حينما يأخذون قضية الاضراب عن الطعام فأنهم يبعثون بذلك رسالة الى العالم أجمع بأن الاسير يضحي بجسده وبكل مكونات هذا الجسد من ضعف وهوان وتراجع طبي سريع وخطير جدا حين يعلن الاضراب عن الطعام .. أنها رسالة خطيرة ترسل الى العالم أجمع .. والى الاسرائيليين والى المجتمع الدولي تجاه قضية الاسرى الفلسطينيين .. وهدفها ايقاظ العالم من سباته تجاه هذه القضية الحيوية والاساسية..
والمسألة ليست فقط الامعاء الخاوية التي تحارب الاحتلال الاسرائيلي ..ووجود حوالي 8 الآف اسير فلسطيني في المعتقلات الاسرائيلية..انهم حين يمارسون عملية الاضراب عن الطعام يضعون حسب تقديري جميع ادارة السجون وطاقمها الطبي والصحي في حالة ارتباك.. لهذا تدخل اسرائيل كلها كدولة وبكل مكونات هذه الدولة في دائرة الخطر..
ان قضية الاسرى الفلسطينيين هي قضية كل بيت فلسطيني وقضية الشعب الفلسطيني بأسره...
واصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام ، في وقت استمر عشرات المتضامنين «الغزيين» في إضرابهم المفتوح عن الطعام، فيما يتوقع أن تعقد الجامعة العربية اليوم اجتماعاً عاجلاً للإطلاع على قضيتهم. في هذه الأثناء، قال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع إن على الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين في اليومين المقبلين، وإلا فإنها تكون حكمت عليهم بالإعدام.
وأوضح قراقع أن ثمانية أسرى مضربين عن الطعام منذ نحو 70 يوماً «في خطر شديد»، وأن «أي ساعة قد تحمل أنباء غير سارة عن أحدهم». وأضاف: «الأسرى لا يتناولون سوى الماء، وهم في خطر شديد، ولم يبق أمامهم سوى النهاية المحتومة، وإذا لم تسارع الحكومة الإسرائيلية إلى الاستجابة لمطالبهم، فإنها تكون قد أصدرت عليهم حكماً بالموت». وتابع أن لجنة عسكرية شكلتها السلطات الإسرائيلية للتعامل مع إضراب الأسرى تجري زيارات للسجون المختلفة وتلتقي لجان الإضراب لعرض موقفها من مطالبهم. وقال إن الردود الإسرائيلية على المطالب تتسم بالتأجيل، خصوصاً للطلبيْن الرئيسييْن، وهما إنهاء العزل والسماح لعائلات أسرى قطاع غزة بزيارتهم. لكنه اعتبر أن الموقف النهائي من ذلك يعود للأسرى أنفسهم.
في هذه الأثناء، تواصلت أمس الفعاليات الشعبية في الأراضي الفلسطينية تضامناً مع الأسرى، وشهدت المدن والقرى والمخيمات مسيرات واعتصامات تضامنية مع الأسرى. ووزعت أمس صورة لأحد الأسرى المضربين عن الطعام التقطت بجهاز خلوي مهرب إلى داخل السجن، وبدا شاحباً وفي حال إعياء شديد، وبرزت عظام صدره وكتفه ووجهه بسبب تآكل جسده.
وفي غزة، وعلى أسرة في خيمتين منفصلتين في حديقة الجندي المجهول، بدا الإعياء واضحاً على نحو 50 رجلاً و23 امرأة يخوضون إضراباً تضامنياً عن الطعام منذ الأربعاء الماضي. ونقل الأسير المحرر في صفقة التبادل الأخيرة روحي مشتهى إلى المستشفى مرتين خلال الساعات الـ 24 الأخيرة لتلقي العلاج نتيجة الإضراب. وبنى المضربون والمعتصمون جدران الخيمتين من مئات صور الأسرى والأسيرات بأحجام مختلفة غطت مساحات واسعة من حديقة الجندي المجهول، في وقت أمّ كثير من «الغزيين» الخيمتيْن للتضامن مع الأسرى.
في غضون ذلك، أعلن الأسرى في سجن النقب الصحراوي أنهم بصدد رفع العدد المشارك في الإضراب المفتوح عن الطعام «في شكل يفاجئ مصلحة السجون خلال الساعات الـ 48 المقبلة». وأوضحوا في بيان: «إننا على وشك الإقدام على خطوة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ حركتنا الأسيرة، فمنذ نحو أسبوعين والحركة الأسيرة تخوض معركة الأمعاء الخاوية في ظل هذا الصلف الإسرائيلي المستمر والمتصاعد من خلال تكثيف عمليات التنكيل والاعتداء على الأسرى المضربين، حتى وصل الأمر إلى اشتراط العلاج الصحي بوقف الإضراب». وأضاف البيان أن «عدداً من الأسرى المرضى في حال حرجة سيبدأ إضراباً مفتوحاً عن الطعام خلال الـ 48 ساعة لزيادة الضغط على إدارة مصلحة السجون»، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الحركة الأسيرة.
وفي نيويورك (أ ف ب)، أبلغ السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن مساء أول من أمس أن عشرة أسرى مضربين عن الطعام نقلوا إلى المستشفى في حال خطرة. وقال في رسالة إلى الرئيس الدوري لمجلس الأمن سفير أذربيجان اغشن مهدييف إن «حياة عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ ما بين 59 إلى 67 يوماً أصبحت في خطر».
وأشار إلى عشرة أسرى في سجن الرملة تطلبت «خطورة وضعهم الصحي» نقلهم إلى مستشفى السجن. وأشار خصوصاً إلى بلال دياب وثائر حلاحلة المضربين عن الطعام منذ 29 شباط (فبراير) الماضي، وقال إنهما يعانيان خصوصاً من «نقص كبير في الوزن وتوتر عصبي ونقص في المياه وانخفاض بضغط الشرايين». وأضاف أن «إسرائيل مسؤولة عن صحة هؤلاء الأسرى» كما يتوجب على مجلس الأمن أن يذكرها بـ «واجباتها الشرعية في هذا الخصوص».