حين يغضب الدب الروسي ترتبك إسرائيل وتضع ذيلها بين قدميها

قبل أسبوع سرب مصدر إسرائيلي موثوق لصحيفة أمريكية تهديد إسرائيلي واضح للأسد مفاده بان نظامه سيواجه خطر التدمير إذا قرر الرد على الغارات الإسرائيلية لكن أمس الأول صرح مصدر رفيع في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة بريطانية هذه المرة قائلا "ان إسرائيل تفضل بقاء نظام الأسد الذي أصبح فجأة الأقل سوء" .

هكذا بدت الإستراتيجية المرتبكة التي ينفذها هواة معتمدين على تسريبات متناقضة لصحف أجنبية قبل أن يفهموا " عندنا" وبشكل مفاجيء بان الروس غاضبون علينا وعلى الأمريكان وأصيبوا بالذهول من هذا الاكتشاف فيما يتعلق بالقضية السورية حسب تعبير المحلل السياسي لصحيفة " يديعوت احرونوت " اليكس فيشمال " الذي نشر اليوم " الأحد " تحليله تحت عنوان " الدب في حالة جنون " .

وأضاف فيشمان " فعلا الروس غاضبون ، وحين يغضبون يكونون مستعدين لكسر كل القواعد فحين يعلنون نيتهم بيع سوريا الرادار الخاص بصواريخ " ياخنوت " المتطورة فهذه الخطوة ليست مجرد مناورة سياسية إضافية بل هي عقاب و هي تعبير عن جنون الدب الروسي الجريح .

قبل عامين تفهم الروس واخذوا بحسبانهم مطلب الغرب لكنهم قبل أسبوع تصرفوا بطريقة وكأنهم يقولون " تديرون سياسة مستقلة في سوريا لا تأخذ بالحسبان مصالحنا إذا نحن غير ملتزمين اتجاه أية مصلحة لكم وكل التفاهمات القائمة فيما يخص الموضوع السوري باطلة ولم تعد موجودة .

صحيح قرر الرئيس الروسي بوتين استقبال نتنياهو على عجل وبسرعة لكن لسنا بحاجة لتخمين بان الطلبات التي طرحها نتنياهو فيما يتعلق بتسليح سوريا وخطر تسرب هذه الأسلحة تلقت نظرة باردة من عين ضابط الكي جي بي السابق وكأنه يقول لنتنياهو " من انتم حتى تحددوا لنا ماذا نبيع ولمن نبيع ؟ صحيح انتم من كبار مصدري الأسلحة في العالم تفضلوا اشرحوا لنا مخاطر هذه التجارة خاصة وان الروس سبق وان قالوا لنا مثل هذا الحديث بشكل واضح وليس بالإشارة والرموز ومن المنطقي الافتراض بان نتنياهو سمع الأسبوع الماضي من بوتين مثل هذا الكلام .

بالنسبة للروس تعتبر صواريخ اس 300 صواريخ دفاعية تلقت للصناعات العسكرية الروسية ثمنه ولا يوجد أي سبب لوقف الصفقة كما يعتبر الروس أيضا صواريخ " ياخونت " المضادة للسفن أسلحة دفاعية لا غبار عليها .

بالأساس الروس غاضبون على إسرائيل لتدخلها العسكري العلني في سوريا, هذا التدخل الذي يفسره الروس كمساهمة إسرائيلية في إسقاط الأسد ووفقا لخبراء أجانب اجتازت إسرائيل في غارتها الثانية قرب دمشق خط الصبر الروسي ورغم ان الروس يدركون تماما بان لا فرصة حقيقة أمام الأسد لكنهم لا يريدون تركه وهجره بشكل علني كما فعل الأمريكان بالرئيس المصري حسني مبارك وحين تهاجم دولة ما مصالح روسيا الإستراتيجية يجب أن تدفع الثمن وفي هذا السياق استثمر الروس أموالا ضخمة على مدى السنوات الأربعين الماضية في بناء موقع لهم على البحر المتوسط وفي العالم العربي وهم لا ينوون التنازل عن هذا الاستثمار بسهولة مع الأسد او بدونه .

" لكن إسرائيل سقطت في حاوية السياسة الأمنية الخطيرة تقوم على مبدأ “ استغلال فرصة تنفيذية سانحة " دون التفكير في سلم أولوياتها في المنطقة رغم ان افضل صفقات أي سياسي تتمثل بضبط نفسه أمام فرصة تلوح في الأفق قد تمنحه الكثير من التصفيق الحار في الداخل لكنها تحرفه عن الخطر والتهديد الحقيقي وهو الخطر الإيراني " قال اليكس فيشمان .

واختتم التحليل بالقول " إن الغارة الإسرائيلية الثانية تنتمي إلى هذا النوع من الأخطاء اضافة لاخطاء ثانوية اخرى خاصة بعد ان استمع نتنياهو من الرئيس الروسي بوتين الى درس تربوي كبير فهم من خلاله حجم الغضب الروسي لدرجة لجوئه الى من تطوع للركض نحو صحيفة التايمز البريطانية ليقول لها بان اسرائيل لا يهمها مطلقا اذا بقي الاسد في الحكم " .

أي سياسة حقيرة ومذلة يديرها نتنياهو ختم فيشمان مقالته .

المصدر وكـالـة مـعـا الاخـبـاريـة

» مملكة إسرائيل
» عريقات: إسرائيل دمرت فرص السلام
» إسرائيل وفلسطين.. كما دوّن الصراع
» إسرائيل تقصف موقعين لكتائب القسام في غزة
» "إسرائيل" تستعد لفتح جبهة رابعة مع "مصر"